نعيش اليوم السابع عشر من رمضان مع الحبيب وحديث يدعونا للإحسان، وهى قيمة شاملة جامعة لمكارم الأخلاق .. حديث لو اتبعناه لكانت حياتنا أجمل وأكثر رحمة .
عن أبى بعلى شداد بن أوس رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شئ ، فإذا قتلتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم الإحسان فى كل شئ فى العبادة، ويتسع لكل العلاقات وكل مجالات الحياة.
ومن رحمته أن يوصى بالإحسان للحيوان عند الذبح بأن تكون الشفرة حادة حتى لانطيل فترة الذبح، وأن يعرض عليها الماء قبل الذبح، ولا يذبح اللبون ولا ذات الولد حتى يستغنى عن اللبن، ولايذبح واحدة أمام الأخرى، ولا يستقصى فى الحلب، ويقلم أظافره قبل الحلب حتى لايؤذى البهيمة بحدة أظافره.
و الدعوة للإحسان جاءت فى آيات كثيرة من القرآن الكريم ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ﴾ البقرة:83
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) البقرة:178
(وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) البقرة :195
والإحسان من الحسن وهو كل شئ جميل والإسلام يقوم فى حقيقته على الإحسان ، والإحسان إما إحسان عبادة فى أداء الفرائض، فنحسن الصلاة والصوم والزكاة والحج، وإما إحسان مع خلقه وإليهم، وحقيقة الإحسان عمل الخير لوجه الله دون إنتظار المقابل.
وجاء ذكر الإحسان فى المطلق مع تأكيد الجزاء من الله سبحانه وتعالى فى سورة الرحمن (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) الرحمن :60.
جاء ذكر المحسنين ثلاثين مرة فى القرآن، وإن الله يحب المحسنين وردت 5 مرات، البقرة مرة وآل عمران مرتين والمائدة مرتين.
اللهم اجعلنا ممن أحسنوا فى عبادتك، وفى معاملة عبادك فجزيتهم بالإحسان إحسانا، ورزقتنا محبتك.
---------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي